عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (أن ناساً من عرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فاجتووها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا فصحوا.. الخ الحديث) رواه البخاري برقم 5361 ومسلم برقم 1671.
وفي رواية النسائي عنه قال: (قدم أعراب من عرينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا فاجتووا المدينة حتى اصفرت ألوانهم وعظمت بطونهم فبعث بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لقاح له وأمرهم أن يشربوا من ألبانها و أبوالها حتى صحوا.. الخ الحديث) صحيح سنن النسائي برقم 295.
وخلاصة القصة أن جماعة من الرجال أسلموا ونزلوا ضيوفاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فاجتووا المدينة أي أصابهم المرض، قال المفسرون: الجوي داء من الوباء يصيب الجوف، كما في إحدى روايات الحديث (فعظمت بطونهم) أي نتج عنه انتفاخ البطن (الاستسقاء). ومن ظاهر الأحاديث أنه كان بهم هزال شديد واصفرار في اللون، وهذا كله قد يكون ناتجا عن مرض كبدي وربما كان فيهم أمراض أخرى، فوصف لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الدواء بأن يشربوا من ألبان وأبوال الإبل ففعلوا فصحوا وبرئوا.
وكثير من الملحدين والنصارى يسخر مما ورد في السنة النبوية حول العلاج بأبوال الإبل وحليبها، وهذه السخرية عندما تواجهها بنوعين من الأدلة فإنها تنقلب على أصحابها: الدليل الأول على صحة العلاج بأبوال الإبل هو البحث العلمي، والدليل الثاني هو التجربة، ومعلوم أن المنهج التجريبي هو الميدان الذي قام عليه الطب عبر التاريخ.
هنا ستجد مقاطع ومواضيع حول العلاج بأبوال الإبل، منها ما هو قائم على البحث العلمي ومنها ما هو قائم على التجربة، وقتا ممتعا..
لقاء مع الباحثة فاتن خورشيد- الجزء الأول
لقاء مع الباحثة فاتن خورشيد- الجزء الثاني
لقاء مع الباحثة فاتن خورشيد- الجزء الثالث
عجائب وأسرار العلاج بأبوال الإبل- د. أحلام العوضي
علاج الاستسقاء بأبوال الإبل- د. محمد أوهاج
خبرة المعالج بريكان الدوسري- الجزء الأول
خبرة المعالج بريكان الدوسري- الجزء الثاني
تحدث الدكتور عبد العاطي كامل، رئيس بحوث الأبقار بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة المصرية، عن دراسة له فقال إنه أثبت أن ألبان الإبل تحتوي على سكر اللاكتوز، وهو سكر له مفعول مدر للبول، مؤكداً أن هذا السكر يتم امتصاصه في الأمعاء الدقيقة للإنسان ويتحول بفضل أنزيم الأكتيز إلى سكر الجلوكوز.
والعجيب في هذا النوع من السكر أنه يتم امتصاصه ببطء في الدم ليمنع تزايد تراكم الجلوكوز، الأمر الذي يحمي الإنسان من الإصابة بمرض السكر، ويكون بالتالي مفيدا جداً لمرضى السكر.
ويؤكد أيضا أن ألبان الإبل تحتوي كذلك على أقل نسبة دهون مقارنة بألبان الحيوانات الأخرى، لذلك فإن انخفاض نسبة الدهون في ألبان الإبل يعطيها مميزات غذائية أخرى مهمة للغاية لاسيما لأصحاب أمراض الكبد، مشيراً إلى أنه بمقارنة دهون لبن الإبل بالألبان الأخرى اتضح أنه يحتوي على أحماض دهنية قصيرة السلسلة.
وعلاوة على ذلك فإن لبن الإبل تكمن أهميته في تركيزاته العالية من الأحماض الدهنية سريعة التمثيل، خاصة حامض الملينوليلك والأحماض الدهنية غير المشبعة، وهي الأنواع المعروفة بضرورتها في غذاء الإنسان للمحافظة على صحته وحيويته. بالإضافة إلى أن ألبان الإبل تحتوي على أحماض أمينية أكبر بكثير من الألبان الأخرى، ومن هذه الأحماض الأمينية الميثونين والأرجنين والليسين والفالين والفينيل والأنين.
وجاء في أكثر من مصدر إعلامي أن مجمع زايد الحكومي لبحوث الأعشاب والطب التقليدي في أبو ظبي قد أجرى دراسة علمية أظهرت إمكانية تطوير مضاد حيوي من حليب الإبل يقضي على حمى الوادي والإيدز والسل وداء الكبد الوبائي وغيرها من الأمراض. ونسب للدكتور ناجي مدير عام المجمع قوله إن الإبل هي الحيوانات الوحيدة التي تملك جهاز مناعة شاذ ومميز عن القاعدة الأساسية لنظام المناعة المتعارف عليه لدى الحيوانات الأخرى، مشيراً إلى أن جهاز مناعة الإبل يحتوي على حقل مناعي واحد هو السلسلة الثقيلة، وهو يخلو من السلسلة الخفيفة. وأوضح أن السلسلة الثقيلة تحتوي على قوة ربط وموزانة فريدة من نوعها.
ويري الباحثون أن حليب الإبل يحتوي على خلاصات تنشط الكبد وتحرض على خروج المادة الصفراوية من الحويصلة الصفراوية، وأن قيمة حليب الناقة أيضا تكمن في التراكيز العالية للحموض الطيارة وبخاصة حمض اللينوليلك والحموض المتعددة غير المشبعة الأخرى التي تعتبر ضرورية من أجل تغذية الإنسان وخصوصاً في تغذية الأشخاص المصابين بأمراض القلب.
وحليب الابل غني بفيتامين ج، أو ما يسمى بحمض الأسكوربيك، ولذا ينصح بإعطاء حليب الإبل للنساء الحوامل والمرضعات والمصابين بمرض الإسقربوط. ومن أهم مزايا حليب الإبل أنه يتميز دون غيره من الألبان الأخرى بمركبات ذات طبيعة بروتينية كالأزوزيم ومضادات التخثر ومضادات التسمم ومضادات الجراثيم والأجسام المانعة الأخرى، ولذا فإن حليب الإبل أقل إصابة بالحمى المالطية من كل أنواع الحليب الأخرى.
ويقول الدكتور احمد سليمان، خبير الإنتاج الحيواني بصندوق دول الكومنولث، إن حليب الإبل يتفوق عن غيره بمحتواه العالي من أملاح الكالسيوم والماغنسيوم والبوتاسيوم والصوديوم، بالإضافة إلى أنه غني أيضاً بأملاح الحديد والمنجنيز والنحاس والزنك والعناصر المعدنية الدقيقة الأخرى، مما يضيف له مزايا علاجية جيدة لمن يعانون من فقر الدم وضعف النظام.
وحليب الإبل غني أيضا بفيتامين ب2 وب 12، وهي فيتامينات هامة، حيث يعتبر فيتامين ب2 على الصورة البسيطة أو المعقدة هاما جداً فيما يتعلق بالتعاملات الكيميائية الخاصة بالتمثيل الغذائي للمواد الكربوهيدراتية وتحسن النمو، ويساعد على ليونة الجلد واختفاء الاحتقان الموجود حول العين، أما فيتامين ب12 فهو يعتبر العامل المضاد للأنيميا الخبيثة، وهذا الفيتامين يحتوي على الكوبالت، لذلك يسمي بالسيانوكابالت أميني وهي مركبات لها تأثيرات بيولوجية في الجسم.
ويحتوي بروتين حليب الإبل على ثلاثة أنواع من الجلوبيولين هي الفاجلوبيولين وبيتاجلوبيولين وجاماجلوبيولين، وهذه الأنواع الثلاثة موجودة غالباً في جميع البروتينات الموجودة في جميع ألبان الحيوانات الأخرى إلا أنها تختلف فيما بينها في التركيب النسبي.
ويتميز حليب الإبل بارتفاع النوع جاماجلوبيولين وهو الذي يعزى إلى دوره في تقوية جهاز المناعة لشاربي حليب الإبل وعلاج كثير من الأمراض المرتبطة بخلل أو ضعف في جهاز المناعة.
ولقد جاء في البي بي سي وجريدة يديعوت إحرنوت الإسرائيلية أن البرفيسور (ريئوفين يغيل)، الذي يعمل بجامعة بن غريون في بئر سبع، وبمشاركة طاقم من الأطباء قاموا بدراسات وأبحاث على حليب الإبل، وان هناك اكتشافات مثيرة جدا فيما يتعلق بالتركيبة الكيماوية لحليب الإبل الذي يشبه حليب الأم أكثر مما يشبه حليب البقر.
ويقول البروفيسور غيل إن حليب الإبل يحتوي على كمية قليلة من سكر اللاكتوز والدهون المشبعة إضافة على احتوائه على كمية كبيرة من فيتامين سي والكالسيوم والحديد، وهو ما يجعله ملائما للأطفال الذين لا يرضعون. ويضيف الأطباء اليهود أن حليب الناقة غني ببروتينات جهاز المناعة، لكنه لا يحتوي على البروتينين الاثنين المعروفين بحساسيتهما، ولذلك فهو ملائم لمن لم يتمكن جهازه الهضمي من هضم سكر الحليب.
ومازال البروفيسور غيل يتحدث عن المزايا العلاجية لحليب الإبل فيقول إن حليب الإبل يحتوي على مواد قاتلة للجراثيم وأنه يلائم من يعانون من الجروح وأمراض التهاب الأمعاء. ويوصي به لمن يعانون الربو أو من يتلقون علاجاً كيماوياً لتخفيف حدة الأعراض الجانبية. كما يوصي به لمرضى السكر والمرضى الذين يعانون من أمراض تتعلق بجهاز المناعة مثل مرض اللوبوس حين يبدأ الجسم بمهاجمة نفسه.
ويستمر البروفيسور غيل فيقول: أوصي من يعانون من هذه الأمراض أن يحاولوا شرب كاسين من هذا الحليب يوميا ويزيدوا الكميه وفق حاجتهم.
إن تركيبة بول الإبل (تحليل بي اتش) كانت بصورة عمومية قلوية جداً عكس البول البشري فهو حمضي لاذع. وإذا ما قورنت اللاكتروايت والعناصر التابعة بين مختلف الحيوانات التي ترعى بالعشب فإنها تحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم وكميات قليلة من الصوديوم.
وعندما مقارنة بول الإبل مع أبوال الأبقار والماعز والبشر سنجد أن المغنسيوم في بول الإبل أعلى من البول البشري وإن التركيز للمكونات الأخرى يختلف بصورة كبيرة جداً بين كل الأصناف، وكان محتوى البولينا والبروتينات الزلالية عال جداً إذا ما قورنت بالبشر؛ فالحامض البولي أقل وهذا هو الذي يلعب دوراً أساسياً في تحسين توازن الألكترولايت لمرضى الاستسقاء، ولعل هذا ما يوضح التبادل الحاصل في بول الإبل بين السوائل المختلفة الكثافة بعضها عن بعض حتى يحدث التجانس في التركيبة وربما يوضح أيضاً التأثير المدر للبول لمن يشرب بول الإبل، وكذلك الزيادة المتكررة لحركة تفريغ الأمعاء التي تجعلهم أفضل حالاً وأكثر نشاطاً.
ولا شك أن كثيرا من قبائل البدو يشهدون بهذه النتائج من واقع حياتهم وأسلوب معيشتهم الذي لا يخلوا من العلاج بحليب الإبل وأبوالها، والتي استمدوها من الهدي النبوي المصحوب مع الفتوحات الإسلامية لهذه البلاد. ولا يسعنا إلا أن نقول إنه مازال الطب النبوي بشتى عناصره ينفرد بالصدارة والقمة لجميع ما وصل إليه الإنسان من دواء، ولا شك أن هذا من معجزات النبوة وإقامة الحجة على العالمين.
نستكمل هنا بعض المعلومات الطبية القيمة لأحدث نتائج البحوث عن هذا الموضوع الشيق الذي يعتبر من الإعجاز العلمي والطبي للحديث النبوي الشريف.
قال ابن القيم رحمه الله: قال صاحب القانون– أي الطبيب ابن سينا: "وأنفع الأبوال بول الجمل الأعرابي وهو النجيب" انتهى. "زاد المعاد" (4/47،48)
وقد جاء في جريدة "الاتحاد" الإماراتية العدد 11172، الأحد 6 محرم 1427ه، 5 فبراير 2006م: "أهم ما تربى الإبل من أجله أيضا حليبها، وله تأثير (فعَّال) في علاج كثير من الأمراض، ومنها التهابات الكبد الوبائية والجهاز الهضمي بشكل عام وأنواع من السرطان وأمراض أخرى".
وجاء في بحث قامت به الدكتورة "أحلام العوضي" نشر في مجلة "الدعوة" في عددها 1938، 25 صفر 1425ه، 15 أبريل 2004م، حول الأمراض التي يمكن علاجها بحليب الإبل، وذلك من واقع التجربة أن هناك فوائد جمة لحليب الإبل، وهنا بعض ما جاء في بحث الدكتورة أحلام:
"أبوال الإبل ناجعة في علاج الأمراض الجلدية كالسعفة (التينيا)، والدمامل، والجروح التي تظهر في جسم الإنسان، والقروح اليابسة والرطبة. ولأبوال الإبل فائدة ثابتة في إطالة الشعر ولمعانه وتكثيفه، كما يزيل القشرة من الرأس، وأيضا لألبانها علاج ناجع لمرض الكبد الوبائي، حتى لو وصل إلى المراحل المتأخرة التي يعجز الطب عن علاجها." انتهى
وقال الأستاذ الدكتور عبد الفتاح محمود إدريس، الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر: "وأبيِّن في هذا الصدد ما ينفع بول الإبل في علاجه من الأمراض، قال ابن سينا في "قانونه": (أنفع الأبوال بول الجمل الأعرابي وهو "النجيب")، وبول الإبل يفيد في علاج مرض "الحزاز" (قيل إنه وجع في القلب من غيظ ونحوه)، وقد استخدمت أبوال الإبل وخاصة بول الناقة البكر كمادة مطهرة لغسل الجروح والقروح، ولنمو الشعر وتقويته وتكاثره ومنع تساقطه، وكذا لمعالجة مرض القرع، والقشرة".
وفي رسالة الماجستير المقدمة من مهندس تكنولوجيا الكيمياء التطبيقية محمد أوهاج محمد، التي أجيزت من قسم الكيمياء التطبيقية بجامعة "الجزيرة" بالسودان، واعتمدت من عمادة الشئون العلمية والدراسات العليا بالجامعة في نوفمبر 1998م بعنوان: (دراسة في المكونات الكيميائية وبعض الاستخدامات الطبية لبول الإبل العربية)، يقول محمد أوهاج:
إن التحاليل المخبرية تدل على أن بول الجمل يحتوي على تركيز عالٍ من البوتاسيوم والبولينا والبروتينات الزلالية والأزمولارتي، وكميات قليلة من حامض اليوريك والصوديوم والكرياتين.
وأوضح في هذا البحث أن ما دعاه إلى تقصي خصائص بول الإبل العلاجية هو ما رآه من سلوك بعض أفراد قبيلة يشربون هذا البول حينما يصابون باضطرابات هضمية، واستعان ببعض الأطباء لدراسة بول الإبل؛ حيث أتوا بمجموعة من المرضى ووصفوا لهم هذا البول لمدة شهرين، فصحت أبدانهم مما كانوا يعانون منه، وهذا يثبت فائدة بول الإبل في علاج بعض أمراض الجهاز الهضمي. كما أثبت أن لهذا البول فائدة في منع تساقط الشعر، فيقول: إن بول الإبل يعمل كمدر بطيء مقارنة بمادة " الفيروسمايد "، ولكن لا يخل بملح البوتاسيوم والأملاح الأخرى التي تؤثر فيها المدرات الأخرى، إذ إن بول الإبل يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم والبروتينات، كما أنه أثبت فعالية ضد بعض أنواع البكتيريا والفيروسات، وقد تحسن حال خمس وعشرين مريضاً استخدموا بول الإبل من الاستسقاء، مع عدم اضطراب نسبة البوتاسيوم، واثنان منهم شفوا من آلام الكبد، وتحسنت وظيفة الكبد إلى معدلها الطبيعي، كما تحسن الشكل النسيجي للكبد.
ومن الأدوية التي تستخدم في علاج الجلطة الدموية مجموعة تسمى fibrinoltics، وتقوم آلية عمل هذه المجموعة على تحويل مادة في الجسم من صورتها غير النشطة plasminogen إلى الصورة النشطة plasmin، وذلك من أجل أن تتحلل المادة المسببة للتجلط fibrin. أحد أعضاء هذه المجموعة هو urokinase الذي يستخرج من خلايا الكلى أو من البول كما يدل الاسم (uro). وقد كشف عميد كلية المختبرات الطبية بجامعة الجزيرة السودانية البروفسير أحمد عبد الله أحمداني عن تجربة علمية باستخدام بول الإبل لعلاج أمراض الاستسقاء وأورام الكبد، فأثبتت نجاحها لعلاج المرضى المصابين بتلك الأمراض، وقال في ندوة نظمتها جامعة "الجزيرة" إن التجربة بدأت بإعطاء كل مريض يوميّاً جرعة محسوبة من بول الإبل مخلوطاً بلبنها حتى يكون مستساغاً، وبعد خمسة عشر يوماً من بداية التجربة انخفضت بطون أفراد العينة وعادت لوضعها الطبيعي، وشفوا تماماً من الاستسقاء.
وذكر أنه جرى تشخيص لأكباد المرضى قبل بداية الدراسة بالموجات الصوتية، وتم اكتشاف أن كبد خمسة عشر مريضاً من خمس وعشرين في حالة تشمع، وبعضهم كان مصاباً بتليف الكبد بسبب مرض البلهارسيا، وقد استجاب جميع المرضى للعلاج باستخدام بول الإبل، وبعض أفراد العينة من المرضى استمروا برغبتهم في شرب جرعات بول الإبل يوميّاً لمدة شهرين آخرين، وبعد نهاية تلك الفترة أثبت التشخيص شفاءهم جميعاً من تليف الكبد.
وقال إن بول الإبل يحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم، كما يحتوي على زلال ومغنسيوم، إذ إن الإبل لا تشرب في فصل الصيف سوى أربع مرات فقط ومرة واحدة في الشتاء، وهذا يجعلها تحتفظ بالماء في جسمها لاحتفاظه بمادة الصوديوم، إذ إن الصوديوم يجعلها لا تدر البول كثيراً؛ لأنه يرجع الماء إلى الجسم. وأوضح أن مرض الاستسقاء ينتج عن نقص في الزلال، أو في البوتاسيوم، وبول الإبل غني بهما. وأشار إلى أن أفضل أنواع الإبل التي يمكن استخدام بولها في العلاج هي الإبل البكرية.
وقد أشرفت الدكتورة أحلام العوضي المتخصصة في الميكروبيولوجيا بالمملكة العربية السعودية على بعض الرسائل العلمية امتداداً لاكتشافاتها في مجال التداوي بأبوال الإبل، ومنها رسالتا عواطف الجديبي ومنال القطان، ومن خلال إشرافها على رسالة الباحثة منال القطان نجحت في تأكيد فعالية مستحضر تم إعداده من بول الإبل، وهو أول مضاد حيوي يصنع بهذه الطريقة على مستوى العالم، ومن مزايا المستحضر كما تقول الدكتورة أحلام أنه غير مكلف، ويسهل تصنيعه، ويعالج الأمراض الجلدية كالإكزيما والحساسية والجروح والحروق وحب الشباب، وكذلك إصابات الأظافر والسرطان والتهاب الكبد الوبائي وحالات الاستسقاء، بلا أضرار جانبية. وقالت إن بول الإبل يحتوي على عدد من العوامل العلاجية كمضادات حيوية، فالإبل لديها جهاز مناعي مهيأ بقدرة عالية على محاربة الفطريات والبكتريا والفيروسات، وذلك عن طريق احتوائه على أجسام مضادة، كما يستخدم في علاج الجلطة الدموية، ويستخرج منه fibrinolytics، والعلاج من الاستسقاء، كما أن في بول الإبل علاجاً لأوجاع البطن وخاصة المعدة والأمعاء، وأمراض الربو وضيق التنفس، وانخفاض نسبة السكر في المرضى بدرجة ملحوظة، وعلاج الضعف الجنسي، ويساعد على تنمية العظام عند الأطفال، ويقوي عضلة القلب، ويستخدم كمادة مطهرة لغسل الجروح والقروح، وخاصة بول الناقة البكر، ولنمو الشعر وتقويته وتكاثره ومنع تساقطه، ولمعالجة مرض القرع والقشرة. كما يستخدم بول الإبل في مكافحة الأمراض بسلالات بكتيرية معزولة منه، وقد عولجت به فتاة كانت تعاني من التهاب خلف الأذن يصاحبه صديد وسوائل تصب منها، مع وجود شقوق وجروح مؤلمة، كما عولجت به فتاة لم تكن تستطيع فرد أصابع كفيها بسبب كثرة التشققات والجروح، وكان وجهها يميل إلى السواد من شدة البثور.
وتقول الدكتورة أحلام إن أبوال الإبل تستخدم أيضاً في علاج الجهاز الهضمي، ومعالجة بعض حالات السرطان، وأشارت إلى أن الأبحاث التي أجرتها هي على أبوال الإبل أثبتت فاعليتها في القضاء على الأحياء الدقيقة كالفطريات والخمائر والبكتريا.
وأجرت الدكتورة رحمة العلياني من المملكة العربية السعودية أيضاً تجارب على أرانب مصابة ببكتريا القولون، حيث تمت معالجة كل مجموعة من الأرانب المصابة بداوء مختلف، بما في ذلك بول الإبل، وقد لوحظ تراجع حالة الأرانب المصابة التي استخدم في علاجها الأدوية الأخرى باستثناء بول الإبل الذي حقق تحسناً واضحاً. (مجلة الجندي المسلم العدد 118، 20 ذو القعدة 1425 ه، 1/1/2005م)
هناك بعض المؤشرات والدلائل تشير إلى فائدة أبوال الإبل وألبانها في علاج مرضى فيروس سي، وإن كانت لا ترقى إلى مستوى البراهين الطبية لكن في مثل هذه الحالات نتساءل: هل من أخلاقيات المهنة أن نترك المريض بلا أية رؤية للعلاج حتى لو ثبتت بعض الدلائل القوية لبعض العلاجات الطبيعية المستخدمة منذ القدم وبلا آثار ضارة واضحة لها بدعوى أنها لم توافق البراهين العلمية اليقينية حسب مبادئ الطب الغربي؟
أنقل لكم هذه المقابلة ولا أدري ما الذي آلت إليه الأمور حاليا في هذا الموضوع المنشور بمجلة الشباب السنة 126- يناير 2004 ذو القعدة 1423 ه: مواجهة ساخنة مع طبيبة بيطرية تدعي علاج أمراض الكبد والكلى ببول الإبل! أقوال د. زينب السنيني: 100 سنتيمتر من بول الإبل الصغيرة صباحا ومساء تقضي على فيروس سي الكبدي خلال 21 يوما.
تحقيق: نادية منصور- مجلة الشباب..
أثارت طبيبة بيطرية اسمها زينب السنيني جدلا واسعا في الأوساط الطبية بما أعلنته عن أنها نجحت في علاج العديد من أمراض الكبد والكلى باستخدام بول الإبل، وقالت ان هذا العلاج أظهر نسبة عالية من النجاح على المرضى الذين قاموا بتجربته، وقد اتهمها أساتذة الطب المتخصصون في أمراض الكبد بخداع المرضى وممارسة مهنة الطب دون أن تكون مؤهلة لها.
وقد أجرت الشباب هذه المواجهة الساخنة مع الطبيبة وواجهتها بكل ما أثير عن طريقة العلاج التي تستخدمها، والتقت بأساتذة الطب للوقوف على تعليقهم حول هذه القضية الخطيرة.
تقول الطبيبة البيطرية صاحبة الاكتشاف زينب السنيني: أنا حاصلة على بكالوريوس الطب البيطري من جامعة الإسكندرية ثم الماجستير عن الأمراض التي تصيب الإبل، وأستعد لمناقشة رسالة الدكتوراه في نفس المجال. أما عن فكرة هذا العلاج فقد أتاحته لي دراسة الإبل ومعرفة صفتها التشريحية، ولم أجد معلومات متوافرة عنها، فلجأت إلى شبكة الإنترنت واطلعت على الكثير من المعلومات عن طريق مكتبات رئيسية في الولايات المتحدة. وقد لاحظت أن البدو يعالجون المرضى، فبدأت ألاحظهم، ومنذ 7 سنوات اكتشفت صحة هذا الكلام، واستخدمت هذا البول في علاج مرضى فيروس سي به وبعد فترة تتراوح بين21 و40 يوما اختفى الفيروس من كبد المريض تماما، كما اتضح أنه يعالج أمراضا أخرى مثل التهابات الكلى وزيادة الكوليسترول والسكر في الجسم.
وقد جاءتني حالات كثيرة بينهم أطباء من المنوفية والفيوم ومحافظات الصعيد والقاهرة، ووافقوا جميعا على تجربة بول الإبل. وقد وجدت معارضة شديدة من بعض الأطباء بحجة أن البول يكون ساما. وأرد على ذلك بأنني درست تركيب الجمال الفسيولوجي وتبين أنها تصوم كل فترة وتستهلك البروتين الموجود في بولها مرة أخرى من خلال دورة داخلية، ثم إنني لا أستخدم بول أي إبل، بل اعتمد على الحيوان الوليد الصغير المولود حديثا وكذلك لبن أمه، وعندما يزورني مريض مصاب بفيروس سي على سبيل المثال فأطلب منه تحليل bcr الخاص بالفيروس وأعرف نسبته، وتحليل وظائف الكبد وتحاليل السكر وأشعة تليفزيونية تبين مسحا شاملا للكبد لمعرفة نسبة التليف. وبعد ذلك أجلس مع المريض في عيادة استقبل فيها هذه الحالات وأجري فيها أبحاثي، والخطوة الأولى هي تهيئة المريض نفسيا لتلقي العلاج وقبوله، وهي نقطة مهمة تساعد في الشفاء، وبعد ذلك أصف له البرنامج الغذائي المناسب لحالته المرضية والذي يرفع المناعة عنده بحيث يعتمد في غذائه على زيت الزيتون، وإن وافق المريض فإنه يمكث مع الراعي في خيمته طوال مدة العلاج، أما إذا رفض ولديه إمكانات فإنه يقيم في فندق ويتحمل نفقات الانتقال لمكان العلاج في الجبل، والراعي لا يأخذ أي مقابل.
ويتناول المريض بول الإبل المولودة حديثا، جرعة في الصباح ولابد ان يكون ممتنعا عن الطعام قبلها بأربع ساعات، كما يمتنع عن الطعام بعدها أيضا بفترة مماثلة، والجرعة عبارة عن 100 سنتيمتر من البول أي حوال نصف كوب تقريبا، وهناك جرعة أخرى في المساء، ويركز على الحليب لأنه يعطيه الإحساس بالشبع ويمده بالفيتامينات ويتناوله مع البول، وبالطبع أطلب منه التوقف عن تناول أية أدوية أخرى.
وقد يستجيب المريض للشفاء بعد ثلاثة أسابيع، وإذا كانت حالته خطيرة فإنه يستمر في العلاج 42 يوما، وبعد انتهاء الفترة تماما أطلب منه إجراء التحاليل مرة أخرى لمعرفة تطور حالته، وفي حالات عديدة يختفي الفيروس تماما وتتحسن حالة الكبد وحالة المريض الصحية بشكل عام. وبعض المرض قد تضطرهم ظروف عملهم أو حالتهم إلى البقاء أياما ثم مغادرة المكان والسفر تم الحضور بعد فترة لاستكمال العلاج.
ولا أستطيع أن أحدد عدد المرضى الذين تم شفاؤهم، ولكن هناك كثير منهم جربوا هذا العلاج. وكما قلت فهو ليس جديدا بل إنه معروف في الصحراء بين البدو ويتم تناقله من أجيال لأخرى. وبول الابل يعالج حالات عديدة منها حساسية الأطفال، ولا أستطيع ذكر أسماء بعض من تلقوا هذا العلاج لأنني لا أتدخل في خصوصيات الآخرين.
وسوف أدرس بشكل دقيق تركيب البول والمادة الفعالة التي تقوم بضبط إنزيمات الكبد ومستوى السكر في جسم المريض.
وفي الواقع يشعر المريض بعد تناول العلاج بتحسن حالته من خلال اختفاء الاصفرار الموجود في وجهه وحالة الهزال التي يعاني منها، ولا أجبر المريض على ذلك فهو يأتي بإرادته طلبا للعلاج.