قال الله تعالى: "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ، سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ". (فصلت 52-53)
عندما نقرأ هاتين الآيتين اللتين تتحدثان عن قدرة الله في إظهار أدلة صحة القرآن للذين كفروا، ثم نجد أنهم في هذا العصر يقرون بألسنتهم بتلك الأدلة العلمية، فإننا نلمس الإعجاز من جوانب كثيرة.. الأدلة نفسها، وتحقق رؤيتها، وظهورها للذين كفروا.. وهذا أيضا نلمسه في آية أخرى: "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ" (الأنبياء 30). فهذا الاكتشاف العلمي الدقيق لم يكتشفه مسلم!
وعندما يطرح المسلم على الملحد جوانب من الإعجاز العلمي في القرآن، كتطور الجنين مثلا، فيرد عليه الملحد بأنه ليس إعجازا، فإن هذا الرد لا يزيد المسلم إلا قناعة بغفلة هذا الملحد! ولا يلام المسلم على هذا الانطباع عندما يقارن بين وجهتي نظر من شخصين مختلفين: الأول مغرد ملحد غير معروف الهوية، والثاني شخصية عالمية معروفة مثل البروفيسور كيث مور Keith Moore على سبيل المثال، وهو الذي عمل عميدا لكلية الطب في جامعة تورنتو في كندا، وعمل بروفيسورا في علم الأجنة لمدة عشرين سنة في جامعة مينوتوبا، وعمل رئيسا لقسم الأجنة فيها لإحدى عشرة سنة، وألّف سبعة كتب جامعية، أربعة منها عن الأجنة. وهو عضو في الأكاديمية العالمية لعلم النفس، وعمل رئيسا للجمعية الأمريكية للجراحة الإكلينيكية.
هذا البروفيسور المتخصص في علم الأجنة ألف كتابا هو أشهر كتب الأجنة المقررة دراسيا في جامعات العالم، وأضاف إليه ملحقا عن أطوار الأجنة في القرآن والسنة، وهو يصرح أنه ليس مسلما وإنما يتحدث عن ذلك من أجل الحقيقة.
فعندما يقارن المسلم بين ادعاءات الملحد الذي لا يعرف عنه سوى حسابه على تويتر أو الفيسبوك وبين كلام هذا البروفيسور العالمي المتخصص، فإن لسان حال المسلم يقول: وهل يتوقع مني أن أصدقه وأكذب هذا البروفيسور؟
وتزيد قناعة المسلم بغفلة الملحد عندما يطلع على كلام علماء آخرين مثل البروفيسور Marshall Johnson والبروفيسور T. V. N. Persaud والبروفيسور Tejatat Tejasen الذين تحدثوا أيضا عن الإعجاز القرآني في الأجنة، بل إن الأخير أعلن إسلامه على الملأ عند اكتشافه لهذا الإعجاز.
والإعجاز العلمي في القرآن لا يقف عند علم الأجنة، بل هناك مجالات عديدة تحدث عنها علماء آخرون مثل Gerald G. Goeringer و Joe Simpson و Alfred Kroner.
لهذا فعندما يدعي الملحد الإنترنتي أن تفاصيل أطوار الجنين في القرآن غير معجزة، هنا تظهر عورته العقلية التي لا يسترها شيء، وهي أنه صاحب هوى.. أو أنه لديه خلل لا يمكنه من رؤية ما يراه هؤلاء العلماء واضحا جليا.
وسنورد هنا مقاطع لعلماء مشهورين يتحدثون عن تفاصيل علمية إعجازية وردت الإشارة إليها في القرآن الكريم، وسنريكم في آخر الصفحة مثالا لأثر هذه المقاطع على الملاحدة.
كيث مور Keith Moore (يوجد تعريفه في الأعلى) يتحدث عن الإعجاز في وصف الجنين وأنه لم يكن أحد يعلم عن تلك التفاصيل قبل نزول القرآن.
مقطع آخر قصير لكيث مور يقول فيه إن هذه التفاصيل عن خلق الجنين لابد أنها قد وصلت النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من الله الخالق لأن أسرارها لم تكتشف إلا بعد قرون عديدة من نزول القرآن، وأن محمدا (صلى الله عليه وسلم) لابد أن يكون رسولا من عند الله.
البروفيسور مارشال جونسون Marshall Johnson، الذي عمل رئيسا لقسم التشريح والبيولوجيا بجامعة توماس جفرسون في ولاية فيلادلفيا يتحدث عن تفاصيل تكوّن الجنين في مراحله الأولى وخصوصا مرحلة الغيض في الأرحام، وهي وصف قرآني دقيق لانتقال البويضة بعد تلقيحها إلى الرحم لتتحول إلى مرحلة العلقة.
(المقطع محذوف من يوتيوب)
هذا المقطع ملخص لإحدى محاضرات البروفيسور مارشال جونسون يقول فيه:
"لا يكتفي القرآن بوصف النمو الخارجي للجنين فقط ولكنه يوضح أيضا الأطوار الداخلية لخلق ونمو الجنين مؤكدا مراحل النمو الأساسية التي عرفها العلم المعاصر."
البروفيسور بيرسود T. V. N. Persaud، أستاذ الجراحة وطب وصحة الأطفال في جامعة مانيتوبا في كندا، يقول:
"كان محمد (صلى الله عليه وسلم) شخصا عاديا جدا، وكان أميا لا يقرأ ولا يكتب، ونحن نتحدث عن فترة ما قبل 1200 عام تقريبا [الصحيح 1400] وعن شخص أمي يأتي بعبارات دقيقة ومدهشة بالمقياس العلمي، وأنا شخصيا لا يمكنني الاقتناع بأن الأمر مجرد صدفة، لأن النصوص فيها تفاصيل دقيقة وكثيرة جدا. وأنا مثل الدكتور مور، لا أتردد في اعتبار ذلك وحيا إلهيا."
البروفيسور Gerald G. Goeringer، أستاذ طب الأجنة في قسم بيولوجيا الخلية بكلية الطب جامعة جورجتاون في واشنطن يقول:
"هناك عدد من الآيات التي تحوي وصفا شاملا لنمو الإنسان منذ امتزاج الأمشاج إلى تخلق الأعضاء. ومثل هذا السجل الكامل والمتميز لنمو الإنسان بما فيه من تصنيف وتعبيرات وتوصيفات لم يكن موجودا فيما سبق. وفي أغلب الآيات إن لم يكن كلها، نجد أن هذه التفاصيل تسبق بقرون عديدة ما هو مدون في الطب التقليدي عن مراحل النمو الجنيني المعروفة."
وله أيضا هذا المقطع الذي يتحدث فيه بالتفصيل عن مراحل وأطوار نمو الجنين مقارنة بالنص القرآني:
البروفيسور جو سمبسون Joe Leigh Simpson هو أستاذ ورئيس قسم الولادة وأمراض النساء، وأستاذ جامعي في علم الجينات الجزيئية بكلية بيلور الطبية في تكساس، يقول:
"...وعلى ذلك فإن القول بعدم وجود تعارض بين علم الجينات والدين لا يكفي، بل إن الدين في الحقيقة يرشد العلم عن طريق استصحاب الوحي مع بعض المفاهيم العلمية التقليدية. ويوجد في القرآن عبارات أثبت العلم أيضا صحتها بعد قرون من الزمن، وهذا يدعم المعرفة القائلة إن القرآن منزل من عند الله."
البروفيسور تيجاتات تيجاسين Tejatat Tejasen عمل رئيسا لقسم الجراحة وعمل أيضا عميدا لكلية الطب في جامعة شيانغ ماي في تايلاند، ومختصر ما قاله:
"خلال السنوات الثلاث الماضية أصبحت مهتما بالقرآن... ومن دراساتي وما تعلمته خلال هذا المؤتمر أعتقد أن كل ما هو مدون في القرآن منذ أربعة عشر قرنا لابد أن يكون الحقيقة التي يمكن إثباتها بالوسائل العلمية. وبما أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لم يكن يقرأ أو يكتب، فلا بد أنه رسول نقل لنا الحق الذي أوحاه إليه الخالق الحقيقي. فالخالق لابد أنه هو الله. وأعتقد أنه حان الوقت لأقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله... إن أغلى ما كسبته من حضوري في هذا المؤتمر هو لا إله إلا الله محمد رسول الله واعتناقي الإسلام."
البروفيسور أليسون بالمر Alison Palmer حصل على الدكتوراه بالجيولوجيا من جامعة مينوسوتا، وعمل أستاذا في المتحجرات بجامعة نيويورك، ثم منسقا في البرنامج العلمي المئوي للجمعية الجيولوجية في أمريكا، وعمل رئيسا لجمعية الأحافير، وأخيرا صار أستاذا في جامعة كولورادو. يتحدث عن الإشارات الجيولوجية في القرآن، ويوضح أن علم الجيولوجيا لا يزيد عمره عن 200 عام. ويذكر أن ما ورد عن أرسطو من معلومات جيولوجية لا تتوافق نهائيا مع العلم. ثم يذكر نبذة عن الطبقات الجيولوجية والسجل الأحفوري.
بعد ذلك يتحدث عن قوله تعالى: "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق... الآية"، ثم استعرض آيات وعلق عليها مثل: "أخرج منها ماءها ومرعاها"، "والجبال أرساها"، "والأرض ذات الصدع"، "أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور"، "والأرض بعد ذلك دحاها"، "أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها... الآية"، "وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي... الآية".
ثم ذكر الحديث الذي ورد في صحيح مسلم "لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا"، وأوضح أن علم الأحافير وعلم الجيولوجيا أثبتا بالفعل أنها كانت خضراء في زمن قديم مضى وأنها ستعود كذلك. (لاحظ أن الحديث أعطى كلا المعلومتين)
البروفيسور ألفرد كرونر Alfred Kroner هو أستاذ الجيولوجيا في جامعة جوهانز جوتنبرغ بألمانيا، يقول:
"إن شخصا لم يعرف شيئا عن الفيزياء النووية قبل أربعة عشر قرنا لا يمكنه أن يكتشف من عقله هو على سبيل المثال أن الأرض والسماوات أتت من أصل واحد.. مع الأسئلة الأخرى التي ناقشناها هنا."
البروفيسور وليام هَي William Hay هو أستاذ علوم البحار والجيولوجيا في جامعة كولورادو، يقول:
"أجد من المثير جدا للاهتمام أن مثل هذه المعلومات موجود في القرآن الكريم، وليس لدي أي علم من أين أتت، لكن من المهم للغاية أنها موجودة، وهذه المهمة [في المؤتمر] مستمرة لكي تكتشف معاني بعض العبارات، ولابد أنه [المصدر] الوجود الإلهي."
البروفيسور جاري ميلر Gary Miller يحمل الدكتوراه في المنطق الرياضي، أسلم فيما بعد وسمى نفسه عبد الأحد عمر، وهو مبدع حقا في تلمس مظاهر الإعجاز المنطقية في القرآن. يتناول في هذه المحاضرة الصوتية بعض التأملات المبهرة عن إعجاز القرآن.
لا شك أن مثل هذه المقاطع لا يمكن ردها، فهي مسجلة وموثقة بالصوت والصورة، وهي تعمل عملها في الملحدين المنكرين للقرآن باعتباره وحيا من الخالق. فهو يحوي الكثير من أسرار الخلق التي لا يمكن أن يعلمها قبل تلك القرون إلا الخالق نفسه، ثم أن الله علمها للإنسان بهدايته إلى العلم والبحث، بالضبط كما قال تعالى: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق".. فالمسلم هنا متوافق تماما مع نفسه ومع الكون ومع القرآن، وعد الله الكفار بإظهار آياته في القرآن فأظهرها لهم..
فالمسلم ليس لديه إشكال في ظهور الآيات في أزمان متفرقة، وهذا رد على الكافر الذي يقول: لماذا لم يظهر الإعجاز العلمي عند نزول القرآن؟ فالجواب هو تلك الآية نفسها..
الملاحدة يدندنون كثيرا حول العلم وصراع العلم المزعوم مع الدين، ويتلبسون بلباس العلم، فإذا جاءت الشهادة من العلماء بأن القرآن ليس فقط يتوافق مع العلم وإنما أيضا العلم نفسه يثبت أن القرآن وحي من الخالق.. هذا هو الذي يصيب الملحد في مقتل ويفقده توازنه..
هذا الملحد يعيش في برمنجهام في بريطانيا، وهو لا يعلن اسمه الحقيقي وإنما يسمي نفسه The Rationalizer، ويعرّف بنفسه على أنه (ضد الإسلام)، وهو من أبوين أحدهما ملحد والآخر لا أدري.
سافر إلى ميونخ في ألمانيا ليقابل صاحب المقطع الأخير Hay الذي كان موجودا حينها في ميونخ، وكذلك اتصل بصاحب المقطع الذي قبله Kroner عبر الاتصال المرئي، ورغم أن مقاطع شهاداتهما للقرآن صريحة وواضحة اللغة، ولكنه كان يتوق إلى الحصول على نفي منهما.. وأعتقد أنهما حاولا أن يجاملاه قدر الإمكان!
لنرى ما دار بينهم وكيف أنهما لم يستطيعا إنكار ما قالاه..
اتصاله مع كرونر
هذا اتصاله مع Kroner، سأله إن كان هو نفسه الموجود في المقطع، ثم سأله عن ظروف المقطع، فأجاب بأنه من المؤتمر الذي عقد في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، ثم سأله إن كان المؤتمر عن القرآن أم عن الجيولوجيا، فأنكر البروفيسور أن يكون هناك أي ذكر للقرآن أو الدين في المؤتمر، ثم استدرك قائلا إنه دعي مع عدد من العلماء إلى ندوة في جدة وتم طرح موضوع التوافق بين آيات القرآن وعلوم الأرض. ثم سأله إن كان قوله بوجود تفاصيل علمية في القرآن يعكس اعتقاده حينذاك فأجاب بأن الهدف لم يكن هو إظهار الإعجاز القرآني ولكن كانت تعرض عليهم آيات فيقولون أنها موافقة للعلم أم لا، ثم يقول إن بعضها كان موافقا وبعضها غير موافق.. (لم يذكر ما هي الآيات التي لا توافق العلم، ولو كانت هناك آيات مخالفة للعلم لأثبتها هنا لأنها ستدعم موقفه). ثم سأله إن كان قد أسلم فنفى. هذا أهم ما في المقطع..
الملفت للانتباه أن هذا الملحد يظن أنه حقق شيئا ينفي المقطع الذي يحوي شهادة هذا البروفيسور، كل ما استفدناه من الفيديو هو أن البروفيسور نفى أن يكون هدفه من حضور المؤتمر هو إثبات صحة القرآن ونفى أن يكون قد أسلم.. وهذان الأمران لم يقل بهما أحد ولم يردا أصلا في مقطع شهادة كرونر..
ما يهمنا بالضبط هو نص شهادته: "إن شخصا لم يعرف شيئا عن الفيزياء النووية قبل أربعة عشر قرنا لا يمكنه أن يكتشف من عقله هو على سبيل المثال أن الأرض والسماوات أتت من أصل واحد.. مع الأسئلة الأخرى التي ناقشناها هنا".
زيارة الملحد إلى وليم هَي في ميونخ
ذهب الملحد إلى ميونخ ليقابل وليم هَي Hay صاحب المقطع الأخير في هذه الصفحة.
خلاصة الكلام في هذا اللقاء هو أن البروفيسور وليام لم ينف ما قاله في شهادته، وإنما حاول الخروج من الحرج بتفاصيل بعيدة عن الموضوع. فحاول الادعاء أن اللغة العربية الحالية قد تكون تغيرت ألفاظها عن لغة القرآن فيجب أن لا يعول على مدلولاتها، وهو ربما يقيس على لغته الانجليزية، فلغة تشوسر مثلا قبل ستة قرون قد لا يفهمها المعاصرون. وهذا جهل منه، إذ أن لغة القرآن معروفة ومفهومة والمسلمون يحفظون الكثير من نصوص القرآن، والحفاظ منهم يحفظونه كاملا. فكلامه هنا يسقط بسبب جهله باللغة العربية، رغم أنها نقطة أصلا بعيدة عن الموضوع.
أيضا قال إن العرب والمسلمين لهم علم بالبحار وربما تسربت علومهم إلى القرآن، وهو ربما يقصد ابن ماجد وبربروس وغيرهما الذين عاشا في القرن التاسع الهجري، وهنا أخطأ للمرة الثانية، فإن المسلمين لم يعرفوا البحار والملاحة إلا في عصور الفتوحات واتساع دولة الإسلام، أما قريشا فكانت أبعد ما تكون عن ركوب البحار. فيسقط كلامه هنا أيضا لجهله بالتاريخ.
ولكي تعرف مستوى الترقيع الذي يحاول به التراجع عن كلامه الصريح بتوافق نص القرآن مع العلم، لاحظ أن الآية تتحدث عن الأمواج الداخلية في البحر، وهذه لا علاقة لها أصلا بالبحارة وأهل الملاحة الذين يجوبون البحار، حتى لو قلنا إن قريشا منهم، فهل يغوص البحارة في أعماق البحر ليكتشفوا الأمواج السفلى التي تحدث عنها القرآن ولم يكتشفها العلم إلا حديثا؟ لو فعلوا ذلك لغرقوا! هذه الحقيقة لم يتم اكتشافها إلا بالبحث العلمي المتخصص.
عموما الملحد The Rationaliser يحلم بالحصول على تراجعات من أصحاب تلك المقاطع، وهو يصف نفسه في تويتر بأنه Counter Islamic، أي معارض للإسلام، ولذلك دلالة قوية على أن منطلقاته هي الحقد على الإسلام، وهذا يطعن في موضوعيته.
وهذان المقطعان وأمثالهما للملحد The Rationaliser لهما فائدة واحدة فقط للملحد.. وهي تمكينه من استخدام مغالطة تسمى (الرنجة الحمراء)، وهي أن ترد بشيء يلهي عن الموضوع الأصلي وإن لم ينقضه، وثقافة (الرد من أجل الرد فقط) منتشرة عند الملحدين في ردودهم، وخصوصا الملحدون العرب. سأعيد كلام وليام حتى نعرف هل أفلح الملحد بعد رحلته الجوية أم لا:
"أجد من المثير جدا للاهتمام أن مثل هذه المعلومات موجود في القرآن الكريم، وليس لدي أي علم من أين أتت، لكن من المهم للغاية أنها موجودة، وهذه المهمة [في المؤتمر] مستمرة لكي تكتشف معاني بعض العبارات، ولابد أنه [المصدر] الوجود الإلهي."
ملاحظة مهمة
بعض الملحدين يستميتون لإثبات أن الإعجاز في إحدى الآيات أو الأحاديث غير صحيح. وقد يقوم بتزوير بعض الشواهد من الكتابات اليونانية والإغريقية أو يؤولها بطريقته ليقول إن المعلومة الفلانية ليست معجزة بل هي موجودة منذ ذلك الوقت.
الملاحظة المهمة المقصودة هنا هي أن قصارى ما سوف يصل إليه ذلك الملحد هو نفي اعتقاد المسلم بأن هذا النص فيه إعجاز علمي.. وعلى افتراض أنه أثبت ذلك فما هي النتيجة؟ لا شيء! هل خلو هذه الآية من الإعجاز العلمي يطعن في صحة القرآن؟ بالطبع لا.
وهذا بالضبط مثل الجهد الضائع لهذا الملحد The Rationaliser، فلنقل فرضا أنه استطاع أن ينفي صحة المقطع بصورة أو بأخرى.. فما هو الإنجاز الذي حققه؟ مجرد شهادة من شخص حول إعجاز آية وتم إبطالها، وهذا بالتأكيد لا يعني أن الآية غير معجزة، فمعلوم أن تراجع شخص عن شهادته لا يعتبر إثباتا لنقيض الشهادة. وفي نفس الوقت لا يعني ذلك أن الآية فيها خطأ.. كل ما في الأمر هو أن شهادة تم إبطالها. فالحمد لله الذي رد كيد الملحدين وأشغلهم بهذه "الإنجازات العظيمة". :)