أجبن الناس عن خوض المناظرات والنقاشات العلنية هم الملاحدة. وهذا الجبن والخوف مزروع في نفوسهم ومشهور عنهم.
تأمل مثلا هروب دوكنز من مناظرة كريج.. بعد أن تم ترتيب كل شيء وحان وقت المناظرة العلنية لم يحضر دوكنز!
منذ تأسيس حساب "هداية الملحدين" عام 2012 لم أجد ملحدا واحدا يقبل المناظرة في منتدى إنترنت علني موثوق.. كررت التحدي بالنقاش أو المناظرة العلنية كلما وجدت ملحدا محتدا يزمجر ويزأر، ولكن ما إن أعرض عليه النقاش العلني حتى يتحول إلى قط مذعور!
يبرر الملحد رفضه للنقاش في المنتديات والمواقع العامة بخوفه على حياته، فهو يظن أن تلك المنتديات تبحث عن هويته عن طريق الـ IP لتقتله!
ومن يطرح هذا المبرر إما أن لديه ثقافة شبكية جيدة ويعرف أن كشف الهوية عن طريق الـ IP لا يتحقق إلا للجهات الرسمية حيث تمتلك البيانات السرية التي تربط بين خط الاتصال وبين الـ IP، وهذا مدلس يبحث عن مبرر للهروب، وإما أنه جاهل مصاب بالهلع والرهاب ويخاف من إقامة حد الردة عليه.
حجة كشف الهوية غير صحيحة، فالأشخاص العاديون لا يمكنهم كشف الهوية عن طريق الـ IP، ولو افترضنا أنه يمكنهم كشف الهوية فالحل بسيط: هناك تطبيقات تخفي رقم الـ IP الحقيقي وتظهر بديلا عنه، وهناك ما يسمى "البروكسي"، بحيث لا يظهر الـ IP نهائيا، وهذه كلها يعرفها أدنى هواة الإنترنت.
ثم أننا نعرض عليهم دائما أن يختاروا ما يشاءون من المنتديات، فلا نحدد لهم منتدى بعينه.. فلا حجة لهم ما دام الاختيار من طرفهم. والمقصود هو أن يستطيع المناظر أن يكتب ردا متكاملا، وليس شرطا أن يكون في منتدى، ولكن لكثرة المنتديات ووفرتها صار اختيارها أسهل.. وإلا فالمطلوب هو أي موقع مناسب بحيث يكون النقاش مرتبا ومنهجيا ومتكاملا ويمكن حفظه ونشر رابطه.
ستجد الرد منهم دائما أن تكون المناظرة على تويتر.. فلماذا يختارون تويتر، ولماذا نرى أن تويتر لا يصلح للمناظرة؟
هم يختارون تويتر لأن الشبهة لا تحتاج لطرحها سوى لتغريدة، ولكن الرد عليها يحتاج إلى شرح وتفصيل، ولا يمكن الشرح والتفصيل في تغريدة واحدة، فيضطر المسلم إلى كتابة رده على تغريدات عديدة متقطعة يصعب جمعها بشكل تتحقق به الفائدة.
وكذلك فإن الكتابة في تويتر تكون عادة باستخدام الجوال، والكتابة باستخدام الجوال بطيئة وغير عملية مع ضرورة النصوص والشروحات اللازمة، وهذا الأمر لصالح الملحد.
أضف إلى ذلك أن الرد على شبهته سيختفي تحت ركام التغريدات بعد ساعات، ولن يراه أحد. وهكذا يضيع الجهد بلا فائدة، وليس من المناسب أخذ رابط للرد إذا كان في تغريدات عديدة من أجل نشره.
أيضا في تويتر لا يمكنك ضبط النقاش أو المناظرة بصورة منهجية، بحيث يطرح كل من الطرفين على الطرف الآخر أسئلته بصورة عادلة، وإنما الحاصل أنه يقوم بتجهيز أكبر قدر من الشبهات ويطرحها تباعا ويدعو زملاءه ليساعدوه في الهجوم فيظهر المسلم غير قادر على ملاحقة الرد والدفاع، ولا يجد فرصة ليطرح هو ما لديه عن الإلحاد.
ثم إن استخدام الحسابات الشخصية كتويتر والفيسبوك لا تضمن فيها بقاء النقاشات كما هي، فيمكن للملحد (وهو أكثر خلق الله فحشا وتدليسا) أن يحذف تغريداته ورسائله إذا أسقط في يده فيفقد النقاش قيمته. يجب أن لا تثق كثيرا في هذا النوع من البشر.. تأمل كمية الفحش في تغريداتهم وستعرف إلى أي حد يمكنك الوثوق بهم.
غير أنني لاحظت ملاحظة طريفة جدا، وهي أن كل ملحد يبادر إلى الهجوم على الحسابات الإسلامية الكبيرة بالرد والنقاش في تويتر ستجد أن حسابه حديث وليس لديه إلا بضعة متابعين، فهو يحاول أن يجمع أي قدر ممكن من المتابعين عن طريق الإثارة. وهذه الملاحظة لفتت نظري كثيرا.. فيندر جدا أن يناقشك ملحد لديه عدد جيد من المتابعين.
وفيما يلي مراسلات على الخاص بيني وبين ملحد متحمس يطلب مني النقاش في مجموعة أو على تغريدات تويتر..
لاحظ عندما أخبرته بنشر المحادثة قام بتغيير اسم المعرف من "إدوين" إلى "هابل"، وقام أيضا بتغيير صورة العرض! الرعب يسكنهم..
ونفس هذا الملحد كان قد راسلني على حسابي الآخر "تنوير الملحدين"، ويظهر أنه راسل كثير من الحسابات الإسلامية.. فلما انتهيت من النقاش معه على "هداية الملحدين" ورددت عليه في الحساب الآخر.. هرب وهو لا يعلم أن الحسابين لشخص واحد! يبدو أنه تم تأديبه ولله الحمد!