مكمن الإشكال هو الظن أنه بقي سنوات طويلة وهو ميت متكئ على عصاه.. هذا ليس صحيحا.
ورغم أن القرآن لم يحدد مدة موته على عصاه لكن الوارد في بعض التفاسير أنه كان ينقطع للعبادة أسابيع وأشهر ويقدم له الطعام وهو في معتكفه..
والإشكال عند المسلمين الذين يتلقون الشبهات فتثير الشكوك في أنفسهم هو أنهم لا ينظرون إلى الاحتمالات الممكنة التي لا شبهة فيها، وإنما يبتلعون الطعم بسبب سطوة الشبهة ووقعها على النفس وكأنها حقيقة واقعة.
وردت الحادثة في الآية 14 من سورة سبأ "فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ"، والواضح من الآية ومن السياق أن الهدف من إيرادها هو التأكيد على ضعف الجن وأنهم لا يعلمون الغيب.
حتى لو كان بقاء سليمان عليه السلام على منسأته يوما أو أقل أو أكثر فهذا كاف لتأكلها دابة الأرض بأمر الله ثم يبين الله للجن أنها لا تعلم الغيب.
ليس شرطا أن دابة الأرض لا تأكل المنسأة إلا بعد أشهر أو أعوام.