في الميثولوجيا الإغريقية كان بروكروست قاطع طريق يعيش في أتيكا، فإذا وقع الضحية في يده أكرمه غاية الإكرام وقدم له العشاء، ثم دعاه إلى النوم على سريره الحديدي، وما إن يستلقي الضحية على السرير حتى يوثقه بروكروست جيدا، ثم يبدأ بشد رجليه بقوة إن كان قصيرا حتى يتلفهما فتصل قدماه إلى حافة السرير، أو قطعهما إن كان الضحية طويلا حتى يتساوى طوله مع طول السرير.
ومن هنا جاءت تسمية هذه المغالطة، حيث يعمد المغالط إلى قوالبه الجاهزة ثم يصب فيها أدلته بطريقة تتلاءم مع تلك القوالب فقط.
ومن أشهر الأمثلة على هذه المغالطة ما نراه اليوم في تناول نظرية داروين (التطور بين الأنواع)، فكلما اكتشفت أحفورة أو ظهر دليل يخالف النظرية هرع التطوريون إلى صياغة تفسير ملائم يوفق بين هذا الاكتشاف وبين النظرية. والأمثلة متعددة منها على سبيل المثال ما يسمى بالتطور المتقارب حينما اكتشف تطور نوعين بنفس الشكل لا يجمعهما سلف مشترك، ومنها التفسيرات المبتدعة للانفجار الكامبري الذي يناقض النظرية تماما. وبذلك تعاد قولبة الاكتشاف الجديد ليطابق النظرية بأسلوب تعسفي.
ومن الأمثلة ما ينتشر في الإعلام السياسي من قولبة الأحداث لتؤدي إلى تصورات مقصودة بعينها، كابتداع تحليلات وتفسيرات غير موضوعية لها يتلقاها العامة فتخلق في أذهانهم رأيا عاما مقولبا.
قائمة المغالطات المنطقية